Tuesday, January 22, 2008

أيام و أصابع!!

هبطت يد السكينة على القلب....فتركت أصابعها الخمسة علامات فوق الروح.. هذه علامة الخنصر...خنصر الخصام...في طفولتنا كانت حياتنا تتمحور حول مدى قدرتنا على اللعب خارج البيت..حتى تضرب الشمس رؤوسنا بلا رحمة ...نصل بيوتنا والخدود محمرة كحباية الطماطم..تهرع أمي و أمك..و تنظر بعين فاحصة...تهز رأسها أسفا..تمددك على الكنبة...و تسقط رأسك في حجرها...تحضر شوية ميه بملح..و بأنبوب قطرة الأذن أو العين مش مهم و تقطر في أذنك بماء مملح...و تشعر و كأن بركان نافوخك فَتحت فيه ماسورة مياه ساقعة..و تبدأ تسمع ذلك الصوت...تششششششششششششششششششش... لا أدري إن كان هذا علاجا فاعلا أم لا..لكنه عالجني و غيري من أبناء جيلي...المهم....بعد الدوخة و الرغبة في القيء تحضر أمي أو أمك كمادات ميه فاتره و تبدأ في تدليك صدرك ورجليك ولا أعرف أيضا السبب.....أشعر أو تشعر ببعض الإنتعاش و بعض الفوقان ..فتنظر لك و تقول اللعب في الشمس غلط..و الواد ماجد إبن الجيران ضحك عليك تاني..خليك راجل و مش كل ما يقولك تعال نلعب..تخرج كده وراه زي العبيط...إنت مش عبيط.. طبعا الدم يفور في نافوخي..أمي أستاذه في التسخين و معلمة في تهدئة النفوس...أول ما أشوف ماجد...أحس أني عايز أضربه ...يقترب مني..يلالا نلعب.. أمد خنصري...فيفهم ماجد,,فيمد خنصره..يتشابك الخنصران بسرعة عجيبة... و يفترقان بسرعة أعجب... خلاص كده إتخاصمنا....ننظر لبعضنا نظرة غضب... بعدها بساعة تسقط كرة ماجد في بلكونتنا...يدق الباب.. افتح.. الكرة في البلكونه...أذهب و أحضرها..مش عايز تلعب.. ناقصين واحد.. أغلق الباب خلفي..و ذراعي مطوق رقبة ماجد و ذراعه تتطوق رقبتي ..نتكلم فقط عن الماتش اللي جاي... وهذه حكاية الخنصر..

أما حكاية البنصر..فكانت دائما محيرة بالنسبة لي...فهي ليست كالخنصر...ليست علامة خصام ولا علامة تصالح...فقط صباع الدبلة بتاعت أبويا

أما الوسطى و أه من الوسطى فقد ارتبطت عندي بتلك الحركة الأبيحة....وكانت تحذرني في صغري من إستخدام هذا الأصبع لوحده أو بدون داعي.. ليه يا ماما.. اصله صباع ممكن يعمل مشاكل....ولم أفهم..في يوم كانت أمي عند الجواهرجي..و فجأة رمقتني تلك النظرة التي معناها..تعال هنا...ذهبت إليها..أخذت كفي في راحتها.. حاولت أن تلبسني خاتما في صباع الدبلة بس كان واسع.. فجأة وجدتها تضعه في الوسطى... تملكني غضب شديد...الوسطى صباع بيعمل مشاكل إزاى ألبس فيه خاتم و بعدين أنا مش بنت عشان البس خاتم في الوسطى.. أنا ولد.. أنا راجل مش أنتي قلتي أني راجل و مش لازم ماجد يضحك عليا... أنا أمك يا عبيط تعال ألبس الخاتم.لاء عااااااااااااااااااااااااااااااا عياط بغضب و قهر...و أنتهت الليلة بإنتصار الخاتم على الوسطى...بعدها بيومين حاولت أن أخلعه ما نفعش..راحت أمي و غسلت يدي بمية دافيه و صابون كتييييييييييييييييييييير..الرغاوي كانت كتيييييييييييييييييييييير..و فجأة الخاتم أتسلت...و صوت إرتطامه بالحوض. تنننننننننننننننننننننن...و بعدها لحظة سكون أمي رأت الخاتم و هو يسقط من فتحة الحوض....طبعا تملكها غضب شديد..لم تستطع لومي..مش غلطتي....تليفون لأبويا..هات معاك سباك...خاتم الواد وقع في الحوض...أبويا ربنا يكرمه..أحسن..هو مش بلنت عشان يلبس خاتم في الوسطى..

السبابة يجب أن يرتبط بالتشهد، ولكنه أرتبط عندي بالتهديد والوعيد، و خصوصا من مدرس الرياضيات الحديثة..كان هذا أسمها في ذلك الوقت..وربما لا زالت حديثة..فهي بالنسبة لي ستبقى دائما شيئا جديدا و حديثا و لكن مزعجا...يعني ايه س+ص=153÷276 بلا هم... المهم عندما كنت في المدرسة كان أستاذ الدين أو المواد الشرعية و يهددنا بالويل و الثبور و عظائم الأمور لو سهرنا يوم الخميس على فيلم السهرة ...أو نسينا نفسنا و أرتكبنا الكبيرة اللي ما فيش بعدها كبيرة..دخول السينما و العياذ بالله.....وكانت دائما سبابة الأستاذ عبدالمهيمن علي الصفتي مرفوعة في وجوهنا و ساعات تأخذه الجلالة بتاعت يوسف يوهبي و يخرم عين التلميذ او التلاميذ اللي قاعدين في التخته الأولى... كان عندي سؤال لأبي...هو ليه بنرفع السبابة في التشهد... فقال لي سنة عن النبي علية الصلاة والسلام... و ببراءة الأطفال رديت..طب هو سيدنا محمد علية الصلاة والسلام لما كان بيصلي لربنا و بيرفع السبابة كان قصده يعني يهدده...طبعا والدي أحس و كأني أخذته على حين غره و شعرت للحظة..إن صوابعه الخمسة هتعلم على وشي..كان في قمة الغضب..ظننته غضبان مني..و سألني مين الحمار اللي فهمك الكلام ده.. فقلت له..أصل الأستاذ عبدالمهيمن على الصفتي لما بيزعق و بيهدد بيرفع السبابة في وشنا...ضحك و شرحلي..
في اليوم التالي الأستاذ عبدالمهيمن على الصفتي لم يرفع سبابته..وإن كانت تهديداته لم تتوقف..ولكنها فقدت كثيرا من وهجها بدون سبابة...بعدها يمكن بعشرين سنة...و كنت و أبي في ساعة صفا نتذكر الماضي و جئنا على سيرة السبابة و الأستاذ عبدالمهيمن.. أكتشفت أن أبي ثاني يوم ذهب للمدرسة و تكلم مع الناظر و الأستاذ عبدالمهيمن علي الصفتي و شرح لهم القصة...فكان قرار الناظر و هو رجل عالم جليل و مربي فاضل و سابق عصره و متفتح بأن أمر عبمهيمن بأن لا يستخدم السبابة وألا يهددنا بالنار و جهنم.... و أن يحبننا في الدين...الأستاذ عبمهيمن لم يتحمل عدم إستخدام النار وجهنم في الحصة...فجاءه إكتئاب و ترك المدرسة في نهاية العام!!!

ملحوظة: الكلام ده كان في السبيعنات و الأستاذ عبدالمهيمن...كانت بداية ظهور التيار التكفيري المتشدد...وكانت أمي و أمك و أمهات كثيرات لا زلن يلبسن الفساتين الموضه و يسشورن شعورهن عند الكوافير و يسلمن على الرجال بدون منديل على الكف أو يمتنعن عن السلام.... كانت الحياة لسه طبيعية..والشباب بيحب بطريقة جميلة و كان لسه ولاد بيبعتو جوابات للبنات و البنات بترد على الجوابات، والدنيا بسيطة و تتمحور حول الدراسة و التخرج و العمل و الزواج دون تعقيدات العربية و الشقة ذات المستويين ، وشالية مارينا..او السفر للخارج للفسحة..ولا الشيكولاته الكيت كات و الجلاكسي و السنيكرز و المارس و الباونتي، كان أخرنا بمبو و كرونا....

أما الإبهام...فكان دائما صباع مثير لتسأولاتي؟ لا ينفع يتلبس فيه خاتم، ولا ينفع يستخدم في التشهد، ولا كمان يستخدم إستخدامات أبيحة... ولا ينفع الواحد يخاصم حد بيه....وبقيت على هذا الحال حتى تعرفت على إستخدامه من خلال الافلام الأفرنجي..عندما يقوم البطل بشيء خارق فترفع المزه أبهامها له دلالة على النجاح و الإبداع..وأصبح الأبهام مرادف لعمل إبداعي على سبيل المثال عندما تركن عربيتك في مكان ضيق جدا و يأتي السايس و يرفع إبهامه لك يتبعها بكلمة: معلم يا باشا ..أستاذ ورئيس قسم والله..ممكن درس في الركنه دي يا باشا....

Monday, January 14, 2008

سقيا رحمة

السما مبسوطة و بتضحك...السما نهر بيجري بس من فوق لتحت..مطر..مطر..مطر..مطر...لليوم الثالت و المطر نازل..غسل الشوارع..غسل العربيات..غسل كل حاجة.. بس أهم حاجة أنه غسل الروح من جوه......الناس مودها أختلف...الوشوش مرتاحة...الوشوش فكت شوية..تقطيبة الحواجب خفت شوية.....حتى نظرة الفراغ اللامتناهي اللي بتميز الناس اليومين دول حل مكانها نظرة مستكينة...نظرة حنونة ..نظرة طيبة...شايف على الوشوش بوادر ..ملامح إبتسامات قديمة..بترجع تحيا تاني..المطر..غيرني شخصيا...لقيتني أكثر تقبلا للنقد..أكثر ودا..أكثر مرحا..رغم الألم.....حيث أعيش قال لي أحدهم ...مبروك عليك الحياة..كناية عن هطول المطر...
المطر هذا العام أكثر حنانا و اكثر حميمية..
سبحان الله يوم الجمعة الماضي الإمام دعى الله سائلا إياه عزوجل المطرقا ئلا ...اللهم سقيا رحمة..لا سقيا عذاب....

الأن فهمت معنى سقيا الرحمة...المطر بهطوله ألقى في روع الخلق رحمة على بعضهم بعضا... اللهم أدمها نعمة و أحفظها من الزوال..اللهم أكرم أحبائي بمطر حنون يضفي عليهم رحمة و حبا..

سيدتي، كل شتا و انتِ دائما أجمل.....

Sunday, December 09, 2007

آه بجد

لا زلنا صغارا على هذا الوجع....
لي أسبوعين أريد الإتصال به..صديق العمر...فنان جميل...عندما يجلس على البيانو.. يصبح لمساءتنا معنى أخر...جمعتنا شقة واحدة في فترة من الفترات أيام دراستنا في القاهرة..جمعتنا سيارة 128 واحدة غيرنا لونها عدة مرات!! كان بمثابة المنقذ عندما تستاء الأمور مع مزه من المزز!!وكذلك كنت بالنسبة له...ابدعنا و تفننا في إختلاق أعذار وهمية للتملص من مواعيد مع مزز..كي نذهب للقاء مزز أخريات... كان يحتفظ بأجندة سوداء تحتوي جميع أرقام الفتيات اللائي تعرفنا عليهن طوال مدة دراستنا!!! هذه الأجندة كانت مطمعا للجميع..كنت الوحيد المؤتمن عليها!! بحكم تقابل المصالح و عدم تقاطعها...عندما تعرف على زوجته..أخبرته..سوف تتزوجها..أبتسم و قال لي ..أحسست بذلك أيضا...يحبها حبا عميقا..خشيت في فتره أن أحسده على حبه لها...زوجتي جمل محامل يا عز....أستحملت كتييير!!!
بالأمس أتصلت به..لي أسبوعين أشعر أن هناك شيء ما ..لم أكن مرتاحا..أتصلت به..رد.. أول كلمة قلتها له...أنت كويس؟..صمت لمدة دقيقة ثم قال..أنا في رام الله ..في طريقي للأردن لعمل فحوصات...صمت قليلا... عرفت أنه السرطان اللعين.... هل حددوا نوعه...قال..خبيث في المعدة..صمت قليلا..ثم قلت..في اي مرحلة نحن الأن؟ قال في البداية..حسب كلامهم..عملية إستصال في المعدة ستحل الموضوع..ولكن ربما يكون هناك كيماوي للسيطرة على عدم إنتشاره...خايف سالته؟ لا مش خايف..في الأول كنت مش مستوعب..بدي أكلمك من 3 أسابيع عشان أحكيلك و مش عارف..ما في حدا بعرف غيري أنا و زوجتي...ما حكيت مع حدا تاني غيرك..حتى اخوي اللي طالع معي على عمان ما حكينا في الموضوع...
في لحظة كهذه تحتاج الى منقذ...مشاعر لا تعرف لها تفسيرا..تريد البكاء و تخشى أن تبكي..تريد الصراخ...و تخشى أن تصرخ...كنت خائفا من اي ردة من ناحيتي فتؤذيه...كان رائعا..متماسكا..
فجأة و كعادته وجد مخرجا لحزنا المداهم و أنقذ الموقف..و أنقذني من بكائي!!!
أسكت يا زيزو..المزز هنا في رام الله حاجة تانية خالص...سيبك انت إحنا اتضحك علينا بدري يا بني...
معلش يا مازن يعني هناخد زمنا و زمان غيرنا....يا سيدي ربنا يعوضنا... المهم يا باشا خد بالك من مزز عمان..اصل دول رمشهم جراح و انت يا حبيبي قلبك رهيف ما بتستحملش!!!!
ضحكنا كما كنا دائما.... سلمت عليه كالعادة..و كما العادة اخبرته أراك في القاهرة قريبا..رد إنشألله..و أغلقت السماعة...
سقطت دمعة ووجدتني أقول.. إحنا لسه صغار على هالوجع يا مازن...لسه صغار...
أرجوكم دعائكم لصديقي بالشفاء..لا أطلب أكثر من ذلك..فقط دعواتكم له بالشفاء...

Tuesday, November 20, 2007

أنثى

نبحث دائما عن سبب..ليس بالضرورة أن يكون هناك سبب للقاء إثنين ..وليس بذات الضرورة أن يكون هناك سبب لإفتراقهما....نستسلم بوداعة طفل للكلمة السحرية: القسمة و النصيب... خلقنا الله في هذه الدنيا لنحب الحياة و نفرح و نستمتع و نعمل و نجتهد و نعشق و نحب ...لم يخلقنا الله فقط لنحزن ونندب حظنا اللعين..لسوء إختيار..او لفشل مشروع...أو لخسارة مال....الحياة قابلة أن تعاش لو شئنا...ليس كل أسود قبح و شر وليس كل أبيض جمال و خير..فالذئب الأبيض ذي الفرو الجميل البهي في سيبيريا شر مطلق.. تجسيد حي للئم والمكر و الغدر...

بالأمس جلست على حافة البحر...كانت السماء قريبة لدرجة أنني مددت كفي لأحضر نجمة من نجومها ..لم تكن فقط قريبة..بل صافية كروحطفل ولد لحظتها و لم تلوثه دنيانا اللعينة...جلست على صخرة مسطحة...علبة تبغي معي...أبريق محكم الإغلاق ملئان بشاي منعنع!! موسيقى عمر خيرت..و في بعض الأحيان فيروز..بالأمس كانت الحالة تستدعي عمر خيرت...و صوت البحر..وصوت الصمت...أغلقت جهاز التسجيل لأستمع للصمت....أجمل ما في الصمت انك و أنت في رحابه تسمع كل شيء و خصوصا لو كنت تنتظر رسالة نصية على هاتفك الخلوي...صوت الرسالة على حافة البحر فوق الصخرة..حاجة أوريجينال خالص.....!!!!! صوت الرسالة ...تيت تيت..تليفون نوكيا طبعا..تيت تيت..تيت تيت...الأجمل أن تأتي الرسالة مخالفة لكل هواجسك و مخاوفك... فأنت في لحظة يأس و خوف تبدأ في تخيل سيناريوهات النهاية..وفجأة تأتي رسالة تنثر فرحها داخلك و حولك.....
مقهى صغير...موكا لها و شاي بالنعناع و بعد الشاي فنجان أكسبريسو دوبل لي....لها قدرة على رسم ألوان جميلة لمساءات قد تبدو حزينة..خصوصا كمساءات ليالي الوداع...مبتسمه...في بعض الأحيان تكشر تكشيرة أفهم منها أن هناك من البشر من مارس غبائه في حضرتها!!!! شقيانه....ولكنها أنثى أنزل الله عليها الأنوثه لتوزعها على النساء فطمعت فيها و أستبقتها لنفسها!!!! ربما للشقى دور في رسم أنوثتها بهذا الشكل..على رأي أمي البت دي لما خرطها خراط البنات كان مبسوط ورايق!!! و رغم إحساسها بنفسها و أنوثتها و جمالها و شقاوتها ..إلا أن لها حضورا مهيبا..حضورا كثيفا...لها هالة تحيطك من كل حدب وصوب...تقف أمامها ولا تفكر في شيء سوى احتضان شفتيها بشفتيك ربما بعدها تفيق و تنزل على وشك بالقلم...بس مش مهم..ربما بعد أن تضربك بالقلم...تخفي وجهها بكفيها و تبتسم داخلها معلنة إنتصار أنوثتها..لكنها لن تفعل و ربما تود أن تفعل فهي إن أحبتك...بوس أيديك وش وضهر و على رأي أمي تاني تبقى أيديك في اللبن اللي بالعسل....إن أحبتك ربنا يستر....قد تقترب منك و تمسك هي بيدك تقبلها ثم لا شعوريا قد تعض أحد أصابعك... تتعامل معك عاطفيا كملكية خاصة لا يحق لأي أنثى الأقتراب أو التصوير...تملك فهما جميلا لمعنى وجودك في الحياة كرجل..تقدر رجولتك..و نبلك..وشهامتك..تحب أن تشعر بحماشة (من حمش يعني) رجلها... تهوى أن يقدر رجلها أنوثتها في كل وقت..يشعرها برغبته فيها في كل وقت...تريده مجنونا بها...تريده مهووسا بها..لأنها هي كذلك مجنونة مهووسه به...ذكية تعرف أن للحياة رتابتها..تبدع في تغيير المكان...حتى أماكن لقائتهما الحميمية تبدع في تغيير معالمها...الحق يتقال هي كمان بتسمع كلامه عندما يقترح عليها مثلا لقاء مجنونا في المطبخ..بل تعلو وجهها نظرة فرحة وفي نفس الوقت نظرة تحدي كأنها تقول أزاي انا ما فكرتش في كده...إمرأة كهذه تملك سحرا خفيا داخلها ربما هي لا تعيه..سيدة كهذه تمنح العمر عمرا أخر..و تمنح الحياة طعما أخر...و تعطي للشكولاته إحساسا أخر. سيدتي شكرا.

Monday, October 15, 2007

arabian coffee


نوفمبر 2003، واشنطن...

متحف الهلوكوست!!

مرشدة تعريفية ترافق الزوار..تشرح لهم.. مشدودة كرمح ..إبتسامة بلهاء مرسومة هكذا هم الأمريكان... لا يستحون من غبائهم و هذه ميزه..أنا الوحيد العربي في المجموعة..أغلبهم من اوروبا القديمة ومن امريكا اللاتينية..زيارة المتحف كانت جزء من البرنامج..كلهم بلا إستثناء في حالة ملل شديد..لم يأتو لواشنطن كي يزوروا متاحف..ولكن هذا هو البرنامج..في كل ثانية كان هناك شخص من المجموعة ينسل خفية... فجأة وجدتني أنا الوحيد مع الرمح!!!وكنت بكل صراحة في نزاع مع النفس..فأنا اريد أن أعرف أكثر عن الهولوكست كما يرونها..وفي ذات الوقت لا يخلو الأمر من نظرة..و إبتسامة..نحو السيدة الرمح..إشيد بشرحها المفصل وعيناي تمدحان تسريحة شعرها الخلابه..و مكياجها الرائع..و فستانها الأروع..فستان يشي بعجائب...اللهم أحفظنا!!


ربما إلتزامي بالبقاء معها حتى نهاية الجولة التعريفية كان من باب الذوق ليس أكثر..فسيدة كهذه لا تترك وحدها..عيب..!!!!


فجأة:

..سيدي... هذه مشاهد من محرقة النازي ضد شعبنا الضعيف..أجدادي حرقوا أحياء فقط لأنهم ساميين...

سيدي..من أين أنت..تبدو من أمريكا اللاتينية... بشرتك الحنطية...و إبتسامتك الساحرة تذكراني بزيارتي الأخيرة لبراجواي..


إبتسامتك الساحرة...الله الله..الليلة ليلتك يا عمدة....!!!


لست مفتول العضلات و لست أنتونيو بنديراس....يبدو أن الله خلقنا أقرب في الخلقة من اللاتينين..مكافأة عن ما نعانية في بلادنا ...


نظرت لها و بنظرة الواثق...وداخلي يقول..إنت جامد و جدع و كفأة ولا يهمك براجواي ولا البرازيل...


لا يا سيدتي الجميلة ..لست من أمريكا اللاتينية؟


من أين أنت أذن يا سيدي؟


أنا من الشرق الأوسط...


أه..ربما من المغرب...


لا


تونس؟


لا


ليبيا


لا...


بصوت بدت فية بوادر ضيق.. مصر؟
half Egyptain
and the other half?
Palestinian
وكأن سهام الله جميعا أخترقتها و نزلت على رأسها كصاعقة...وجوم..تأتأة...
oh, then I am your enemy isn't?
No my dear why should we be enemies, let both of us make peace! I am in room number 405 in this hotel, shall we meet over a cope of coffee?
No thanks, I can't
as you wish, but you will never knowwhat are you going to miss!!!!!
execusme.....miss what?
No, no, no, please don't miss understand me, you just gona miss the taste of my arabian coffee!!!!

Wednesday, October 10, 2007

وشوشه

كما شجرة زتون واقف و متبت..
و جدري حاضن جوه الأرض جامد
و بــ أعاند
قلوب الرجال صناديق.. ما يفتحهاش إلا رمش مارد
قلوب الرجال صناديق..و خطو الطريق مادد
ضله فوق الريح..و بيشاهد
روحك و فوقها حمام بيوشوشك
و صوتك مع هديله بيناهد
دي مش مناهده...
ده الحمام كان بيتشاهد
10 أكتوبر 2007

Tuesday, October 09, 2007

بيتنا و بيروت و القاهرة

بيتنا...هذا البيت بناه أبي..ليس ملكه و لكنه بناه..كما بنى الشركة التي تملك البيت و التي يتولى إدارتها من 45 عام..شركة بدأت صغيرة في سوق شعبي قديم.. كانت عبارة عن غرفة خشبية صغيرة لها باب حديد....شركة تعمل في بيع مواتير مراكب الصيد الصغيرة..كان هذا عام 1962.. شيئا فشيئا.. تطورت الشركة و أتسعت معاملاتها... و أصبحت أكبر شركة تعمل في مجال مكائن توليد الكهرباء و مضخات المياه...أبي أستشف دخول البلاد في طفرة عمرانية في منتصف السبيعنات فأقترح على أصحاب الشركة أن يدخلوا في مجال المعمار وللحق لم يعارضوه على العكس فهو بالنسبة لهم اخيهم وليس موظفا عندهم..فبدء ابي في إختيار المكان المناسب..كان مشروع عمره.. أعطوه الصلاحيات.. فاشترى قطعة ارض كبيرة بنى عليها الشركة بمخازنها..و بنى فوقها عمارة أصبحت من العلامات المميزه..و سكننا هناك.. بعدها بسنوات قليلة بنى بجانبها 3 عمارات سكنية... أسكن أنا في واحدة منها..لا يفصل بيني و بين ابي سوى جراج مفتوح.. اكثر من 27 عاما و نحن نسكن في ذات البيت..عمري كله ....هناك ولدت أخواتي الصغيرات..وهناك درست المرحلة الإعداية و الثانوية..ومن هناك أنطلقت للدراسة في الجامعة... وهناك أحببت أول فتاه في حياتي و أنا في تانية إعداي كانت أصغر مني بسنة و إسمها إيمان و بسبها كتبت أول قطعة في حياتي لا أذكر منها سوى سطر قلت لها فيه..إنتِ أجمل من القمر....وفي الحقيقة أبي لم تعجبه الفتاه و عندما كبرت.. سألته لماذا لم يحبها أجاب.. ما كانت حلوة... عينيها صغار و بتمثل.... شكلها طالعة لأمها... سؤالي الثاني هو أنت بتعرف إمها؟!!... ضحك و قال .. أه باعرفها مش كانت معنا في النادي.... اليوم بعد الإفطار أبلغني إبي بأن الدولة قررت إزالة المباني كلها...للتوسعة في البنية التحتية...رأيت في عينيه حزن يوازي حزنه على موت عمي الله يرحمه...لست إدري ما السبب فقد جاء ذكر عمي في ذات الموضوع...سألته و بعدين شو راح نعمل... لم يجب... فقط..قال يا خسارة على العمر.....
كان أبي حزينا...داهمنا جميعا الحزن و نحن نشرب الشاي بعد الإفطار...سألته متى جاءكم القرار؟ ... أجاب بسخرية... بالأمس مساء في ليلة 27 رمضان...في ليلة القدر...
بالأمس جلست بين يدي الله ...دعوته كما لم أدعه من قبل...دعوته أن يفرج الكرب ويزيل الهم و الحزن...صدقا لم أنم.. نمت فقط ساعة قبل الفجر....و صحوت في قلبي غصة...... أحسست بشىء غريب لم أعرف سببه ...حزن على ألم...الغصة تفسرت اليوم... أبلغت أبي بما أحسسته بالأمس...فقال لي...لا تقنط من رحمة الله....
قام و نداني لغرفة نومه...كانت حقيبة سفره جاهزه... كنت أعلم أنه مسافر غدا...قال لي أنا مسافر بكره أعمل عمرة و أزور عمك الله يرحمه و راح أقضي أول يوم العيد مع أولاد عمك...هاد أول عيد يقضوه من غيره..خد بالك من البيت ومن أخواتك...فجأئني بأنه سيتجه للقاهرة ثاني يوم العيد....أحسست ببعض الراحة.. في القاهرة حالة أبي تختلف..يصبح أكثر حيوية..أكثر إقبالا على الحياة...يرى أحبائه...يزور كل الأماكن التي يحبها في وسط البلد...لازم يشرب قهوة في جروبي...يزور الفنادق القديمة التي كان يزورها في الستينات..زي فندق أميه..لا أعلم إن كان هذا الفندق لازال قائما أم لا....لازم يروح يأكل مكرونه فرن من عند نعمة...أخر مره لم يأكل...قال لي الطعم تغير..ولكن للمكان رائحة معششه في الروح...يتمشى في وسط البلد...في كل مره يكتشفه بطريقة مختلفة....يقف أمام باعة الجرائد و الكتب...مره و قف أمام مكتبه..لا أذكر أسمها.. أشترى مجموعة دواوين درويش... رغم إنها موجوده في مكتبته.. و أشترى فوضى الحواس لمستغانمي..رغم انها عنده أيضا...
سألته لماذا؟
قال لشراء الكتب من القاهرة طعم أخر...
أجبت..بس أنت عشت في بيروت فتره قبل الحرب في السبعينات..و كانت عجلة النشر و الأدب في أوجها
قال...لا يا أبني.....بيروت..تبيع نفسها لمن يأتيها...كانت ملجأ لكل الأصناف...القاهرة شي تاني... القاهرة إنت بتبيع نفسك لإلها عشان تشتريك...القاهرة تبادلك حبا بحب...المكان الوحيد اللي إذا حبيته ...ذاب عشقا فيك...بيروت حبها مادي...القاهرة حبها معشش جوه القلب..بكفي تشرب كاسة شاي بالنعناع على النيل عشان تشعر بتغيير كامل في حواسك....
بكل خبث مبطن قلت..بس المهم الصحبة يا باشا...
رد بخبث أكثر...إنت اللي باشا...و الصحبة موجودة يا إبن الكلب.....