Tuesday, November 20, 2007

أنثى

نبحث دائما عن سبب..ليس بالضرورة أن يكون هناك سبب للقاء إثنين ..وليس بذات الضرورة أن يكون هناك سبب لإفتراقهما....نستسلم بوداعة طفل للكلمة السحرية: القسمة و النصيب... خلقنا الله في هذه الدنيا لنحب الحياة و نفرح و نستمتع و نعمل و نجتهد و نعشق و نحب ...لم يخلقنا الله فقط لنحزن ونندب حظنا اللعين..لسوء إختيار..او لفشل مشروع...أو لخسارة مال....الحياة قابلة أن تعاش لو شئنا...ليس كل أسود قبح و شر وليس كل أبيض جمال و خير..فالذئب الأبيض ذي الفرو الجميل البهي في سيبيريا شر مطلق.. تجسيد حي للئم والمكر و الغدر...

بالأمس جلست على حافة البحر...كانت السماء قريبة لدرجة أنني مددت كفي لأحضر نجمة من نجومها ..لم تكن فقط قريبة..بل صافية كروحطفل ولد لحظتها و لم تلوثه دنيانا اللعينة...جلست على صخرة مسطحة...علبة تبغي معي...أبريق محكم الإغلاق ملئان بشاي منعنع!! موسيقى عمر خيرت..و في بعض الأحيان فيروز..بالأمس كانت الحالة تستدعي عمر خيرت...و صوت البحر..وصوت الصمت...أغلقت جهاز التسجيل لأستمع للصمت....أجمل ما في الصمت انك و أنت في رحابه تسمع كل شيء و خصوصا لو كنت تنتظر رسالة نصية على هاتفك الخلوي...صوت الرسالة على حافة البحر فوق الصخرة..حاجة أوريجينال خالص.....!!!!! صوت الرسالة ...تيت تيت..تليفون نوكيا طبعا..تيت تيت..تيت تيت...الأجمل أن تأتي الرسالة مخالفة لكل هواجسك و مخاوفك... فأنت في لحظة يأس و خوف تبدأ في تخيل سيناريوهات النهاية..وفجأة تأتي رسالة تنثر فرحها داخلك و حولك.....
مقهى صغير...موكا لها و شاي بالنعناع و بعد الشاي فنجان أكسبريسو دوبل لي....لها قدرة على رسم ألوان جميلة لمساءات قد تبدو حزينة..خصوصا كمساءات ليالي الوداع...مبتسمه...في بعض الأحيان تكشر تكشيرة أفهم منها أن هناك من البشر من مارس غبائه في حضرتها!!!! شقيانه....ولكنها أنثى أنزل الله عليها الأنوثه لتوزعها على النساء فطمعت فيها و أستبقتها لنفسها!!!! ربما للشقى دور في رسم أنوثتها بهذا الشكل..على رأي أمي البت دي لما خرطها خراط البنات كان مبسوط ورايق!!! و رغم إحساسها بنفسها و أنوثتها و جمالها و شقاوتها ..إلا أن لها حضورا مهيبا..حضورا كثيفا...لها هالة تحيطك من كل حدب وصوب...تقف أمامها ولا تفكر في شيء سوى احتضان شفتيها بشفتيك ربما بعدها تفيق و تنزل على وشك بالقلم...بس مش مهم..ربما بعد أن تضربك بالقلم...تخفي وجهها بكفيها و تبتسم داخلها معلنة إنتصار أنوثتها..لكنها لن تفعل و ربما تود أن تفعل فهي إن أحبتك...بوس أيديك وش وضهر و على رأي أمي تاني تبقى أيديك في اللبن اللي بالعسل....إن أحبتك ربنا يستر....قد تقترب منك و تمسك هي بيدك تقبلها ثم لا شعوريا قد تعض أحد أصابعك... تتعامل معك عاطفيا كملكية خاصة لا يحق لأي أنثى الأقتراب أو التصوير...تملك فهما جميلا لمعنى وجودك في الحياة كرجل..تقدر رجولتك..و نبلك..وشهامتك..تحب أن تشعر بحماشة (من حمش يعني) رجلها... تهوى أن يقدر رجلها أنوثتها في كل وقت..يشعرها برغبته فيها في كل وقت...تريده مجنونا بها...تريده مهووسا بها..لأنها هي كذلك مجنونة مهووسه به...ذكية تعرف أن للحياة رتابتها..تبدع في تغيير المكان...حتى أماكن لقائتهما الحميمية تبدع في تغيير معالمها...الحق يتقال هي كمان بتسمع كلامه عندما يقترح عليها مثلا لقاء مجنونا في المطبخ..بل تعلو وجهها نظرة فرحة وفي نفس الوقت نظرة تحدي كأنها تقول أزاي انا ما فكرتش في كده...إمرأة كهذه تملك سحرا خفيا داخلها ربما هي لا تعيه..سيدة كهذه تمنح العمر عمرا أخر..و تمنح الحياة طعما أخر...و تعطي للشكولاته إحساسا أخر. سيدتي شكرا.